مساحة اعلانية

موضوع عشوائي

آخر المواضيع

دروس في مصطلح الحديث ((5))


الدرس الخامس: المعنعن، المبهم ، العالي، النازل


أهداف الدرس:
يتوقع من الطالب بعد الدرس أن يكون قادراً على ما يلي:
1) بيان حكم الحديث المعنعن.
2) ذكر حكم المبهم إذا ورد في السند ، وإذا ورد في المتن.
3) التفريق بين السند العالي والسند النازل.
المحتوى:
تميز المحدثون بالدقة المتناهية بتبليغ الأحاديث وأدائها وكان لهم صيغ لأداء الحديث مثل: حدثني،سمعت،أخبرني،عن..
المعنعن:
هو الحديث الذي يؤدى بصيغة (عن) .
* ماحكم الحديث المعنعن؟
يحمل على الاتصال إلا إذا كان المعنعِنُ مدلِّساً .والمدلس هو: الذي يخفي شيخه فلا يذكره في السند ويروي عمَّن فوقه بصيغة توهم السماع كصيغة (عن)..
مثاله:
قول سفيان بن عيينة لطلابه: عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد.. فقال رجل: يا أبا محمد! سماعٌ من عمرو بن دينار؟ .. قال سفيان: حدثني علي بن المديني عن الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عمرو بن دينار ..

والمدلسون على مراتب فمنهم مَن تُقبل روايته ولو لم يصرح بالسماع لأنه لا يدلس إلا عن الثقات ، ومنهم من لا تقبل روايته إلا إذا صرح بالسماع..(*)
المبهم:
الحديث الذي في إسناده راوٍ لم يُسَمَّ . . كأن يقول الراوي: حدثني الثقة أو حدثني رجل..
* ما حكم الحديث المبهم؟
- الإبهام إذا كان في المتن فإنه لا يضر الجهل به ..
مثاله: ما رواه البخاري قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ فَقَالَ (اذْبَحْ وَلا حَرَجَ) فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ قَالَ (ارْمِ وَلا حَرَجَ) فَمَا سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلا أُخِّرَ إِلا قَالَ (افْعَلْ وَلا حَرَجَ).
- الإبهام إذا كان في السند وتأكدنا أن المبهم صحابي فإن الإبهام هنا لايضر ..
مثاله : ما رواه الإمام أحمد في المسند قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ رَجُلٌ خَدَمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِ سِنِينَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامُهُ يَقُولُ (بِسْمِ اللَّهِ) وَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ (اللَّهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ وَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ وَهَدَيْتَ وَأَحْيَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ)
- الإبهام إذا كان في السند ولم نتبين حال الراوي بسبب إبهامه فإننا لا نقبل الحديث بهذا الإسناد..
مثاله: ما رواه الإمام أحمد قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ قَبِيصَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ الأَنْصَارِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَلا أُرِيكُمْ كَيْفَ كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا بَلَى فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ ثَلاثًا وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثًا وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ وَاعْلَمُوا أَنَّ الأُذُنَيْنِ مِنْ الرَّأْسِ ثُمَّ قَالَ قَدْ تَحَرَّيْتُ لَكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .مثال آخر: ما رواه أبو داود في سننه: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ إسماعيل بْنِ أُمَيَّةَ حَدَّثَنِي الثِّقَةُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (”آمِرُوا النِّسَاءَ فِي بَنَاتِهِنَّ”)
الإسناد العالي:
هو الإسناد الذي يكون عدد رجاله قليل .
الإسناد النازل:
هو الإسناد الذي يكون عدد رجاله كثير.
والعلو والنزول أمر نسبي .. يتضح هذا من الأمثلة التالية:
(1) مَالِك: عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (صَلاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً)
(2) مَالِك: عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِذَا سَمِعْتُمْ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ)
(3) البخاري :حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ
* بالنسبة للإمام مالك فإنه يعتبر الإسناد (1) عال بالنسبة للإسناد (2) فهو إسناد نازل مقارنة بالأول.
* عندما نقارن بين الإسنادين (2) و (3) فإن الإسناد (2) إسناد عال مقارنةً بالإسناد (3)

=========
(*) سيأتي مزيد إيضاح عن التدليس في درس مستقل إن شاء الله تعالى.


الكــاتــب

ليست هناك تعليقات:

أسعد بمشاركتك برأي أو سؤال

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة الباقي