مساحة اعلانية

موضوع عشوائي

آخر المواضيع

دروس في مصطلح الحديث ((7))

الدرس السابع: التدليس


أهداف الدرس:
يتوقع من الطالب بعد الدرس أن يكون قادراً على ما يلي:
1) التفريق بين أنواع التدليس.
2) بيان حكم رواية المدلِّسين.
المحتوى:
تعريف التدليس:
التدليس في اللغة: مشتق من الدَّلس وهو الظلام.
وفي الاصطلاح يختلف تعريفه حسب نوعه.
أقسام التدليس:
1) تدليس الإسناد:
هو أن يروي عمّن لقيه مالم يسمعه منه موهماً أنه سمعه منه ..
وسمي (تدليس الإسناد) لأن المدلس يُسقِط شيئاً من الإسناد .. وهو على أنواع منها:
أ- (تدليس الإسقاط) وهو المشهور في تدليس الإسناد..
مثاله: مارواه علي بن خشْرَم قال: كنا عند ابن عُيَيْنة، فقال: عن الزُّهري.. فقيل له: حدثكم الزهري؟ فسكت! ثم قال: عن الزهري.. فقيل له: سمعته من الزهري؟ فقال: لم أسمعه من الزهري! ولا ممن سمعه من الزهري! حدثني عبدالرزاق عن مَعْمَر عن الزهري.. ومن أنواعه:
ب- (تدليس التسوية) وهو أن يروي المدلِّس حديثاً وفي إسناده ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الآخر، فيُسقِط الضعيف ويجعل بين الثقتين صيغة موهمة للاتصال .. قال العراقي: وهو شرّ الأقسام.
مثاله: ما كان يفعله الوليد بن مسلم فإنه كان يروي الحديث فيقول: حدثنا الأوزاعي عن نافع .. ويُسقِط بين الأوزاعي ونافع: عبدالله بن عامر الأسلمي (وهو ضعيف).
2) تدليس الشيوخ:
هو أن يروي المدلِّس عن شيخِ سمع منه حديثاً ، فيغيِّر اسمه أو كنيته أو نسبه (المشهور به) فلا يُعرَف!..
سُمي بذلك لأن المدلِّس لايسقط من الإسناد شيئاً وإنما يغير في اسم الشيخ أو نسبه..وقد وقع فيه عددٌ من الأئمة بقصدٍ حسن ..

من ذلك ما وقع للبخاري في شيخه الهذلي فإنه تارة يقول: محمد، ولاينسبه، وتارة: محمد بن عبدالله،فينسبه إلى جده، وتارة: محمد بن خالد، فينسبه إلى والد جده.. بينما لم ينسبه إلى أبيه يحيى!مثاله: ماكان يفعله عطية العوفي فإنه كان قد سمع من أبي سعيد الخدري صلى الله عليه وسلم ثم صار يأتي أبا النضر الكلبي فكنّاه أباسعيد وصار يقول: حدثنا أبوسعيد ، وهو يقصد الكلبي..
حكم التدليس:
مكروه جداً، ذمّه أكثر العلماء، روي عن الشافعي عن شعبة أنه قال: ((التدليس أخو الكذب!)).
حكم رواية المدلِّس:
تدليس الإسقاط : إذا صرّح المدلِّس بالاتصال قُبِل منه، وإلا فلا..
أما تدليس التسوية: فيشترط أن يصرِّح المدلِّس بالاتصال في جميع الإسناد..
تدليس الشيوخ: أمره أخف! لأن المدلّس لايكون مجهولاً عند جميع المحدثين..ومِن الأئمة مَن تحمَّل العلماء تدليسهم وقبلوه لأنهم لا يدلِّسون إلا عن ثقات كسفيان بن عيينة وسفيان الثوري..
وأحاديث المدلِّسين التي في الصحيحين: محمولة على الاتصال لمجيئها من طرق أخرى مصرّح فيها بالاتصال..
والمدلّسون مراتب ودرجات .. قسّمهم “العلائي” إلى خمس مراتب ، وتبعه في ذلك الحافظ بن حجر وذكرهم في كتابه (تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس)..[ للتوسع:ينظر كتاب التدليس في الحديث للدكتور مسفر الدميني]
بواعث التدليس: كثيرة منها:
1) كون الراوي (الذي أُسقِط أو غُيِّر سمته) غير ثقة.
2) كونه متأخِّر الوفاة قد شارك المدلِّس في الرواية عنه جماعة دون المدلّس، فيأنف أن يسميه!
3) أو كونه أصغر سناً من المدلِّس!.
4) أو كونه كثير الرواية عنه فلا يحب أن يكثر من ترديد اسمه فينوع في تسميته كما كان يفعله الخطيب.
5) توهيم علو الإسناد ، كما في المثال الذي تقدم عن سفيان بن عيينة في روايته عن عمرو بن دينار.
6) لاختبار طلابه ، وتدريبهم على معرفة الأنساب ..

تطبيقات:
في الأمثلة التالية : بين نوع التدليس وحكمه والباعث عليه:
1-روى الخطيب عن عبدالله بن المبارك قال: قلتُ لشريك بن عبدالله النخعي: تعرف أبا سعد البقال؟ قال: أي والله أعرفه عالي الإسناد! أنا حدثته عن عبدالكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عن عبدالله بن معقل عن عبدالله بن مسعود عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الندم توبة)) ، فتركني وترك عبدالكريم وترك زياد بن أبي مريم وحدَّث عن عبدالله بن معقل عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم!! .
2-ماوقع للحافظ الخطيب البغدادي في الرواية عن شيخه أبي محمد الحسن بن محمد الخلال البغدادي، حيث قال مَرَّة: أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، ومرة: أخبرنا الحسن بن أبي طالب، ومرة: أخبرنا أبومحمد الخلال..
الإجابة:
1-هنا المدلِّس هو (أبوسعد البقال)، وتدليسه تدليس إسقاط، ولايقبل حديثه حتى يصرٍّح بالسماع. ويتضح من كلام شريك أن الباعث على التدليس طلب علو الإسناد
2-هنا وقع التدليس من الحافظ الخطيب البغدادي وهو تدليس شيوخ، مقبول ، والباعث عليه: التنويع وتدريب الطلاب.

الكــاتــب

ليست هناك تعليقات:

أسعد بمشاركتك برأي أو سؤال

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة الباقي