مساحة اعلانية

موضوع عشوائي

آخر المواضيع

مؤسسات التعليم العالي في السعودية وترجمة العلوم


مؤسسات التعليم العالي في السعودية وترجمة العلوم(*):

ترى منى الشريف (مجلة الجندي المسلم، 2005م) أنه : "ليس في وسع أمة أن تعيش عيشة محترمة، وتصون كرامتها ما لم تضطلع بالعلم اعتماداً على لغتها في المقام الأول. ومن هذا المنطلق تسعى كل الأمم إلى استعمال لغاتها القومية؛ من أجل التواصل الحقيقي بين المعلم والمتعلم؛ حيث دلت الدراسات التربوية على أن أصلح لغة للتعليم هي اللغة التي يفكر بها الطالب كلما كان ذلك ممكناً؛ كي لا يفكر بلغة، ويعبر بلغة أخرى، وتكمن الضرورة كذلك في سهولة الاتصال بين المعلم وطلابه، وتوفير جو النقاش العلمي الخالي من الحرج والتكلف الذي تسببه الترجمة أحياناً. إن التعريب حتمية لا مفرَّ منها إذا كنا نريد التقدم علمياً وبصورة فعلية، هذه الحقيقة استوعبها علماء الحضارة الإسلامية عندما ترجموا معارف السابقين إلى اللغة العربية، واستوعبها أيضاً الغربيون عندما ترجموا علوم الحضارة الإسلامية في أوائل عصر النهضة الأوروبية الحديثة، وتعيها اليوم كل الأمم التي تدرس العلوم بلغاتها الوطنية، في سعي حثيثٍ نحو المشاركة الفعَّالة في إنتاج المعرفة، وتشييد صرح الحضارة المعاصرة" ويرى قاضي (1401هـ) أن "الوقت الذي يستغرقه الطالب في البحث عن الكلمات الغربية في تركيبة الجملة يكون على حساب كمية المعلومات في المنهج" (ص 23)

وبناء عليه فقد جاء في وثيقة سياسة التعليم في المملكة (وزارة التعليم العالي، 1398هـ) أن من أهداف التعليم العالي : ’’ترجمة العلوم وفنون المعرفة النافعة إلى لغة القراَن، وتنمية ثروة اللغة العربية من " المصطلحات "، بما يسد حاجة التعريب، ويجعل المعرفة في متناول أكبر عدد من المواطنين.‘‘ (ص23) كما جاء فيها النص على إنشاء ’’ دائرة للترجمة تتابع الأبحاث العلمية في كافة المواد، وتقوم بترجمتها، لتحقيق تعريب التعليم العالي‘‘ (ص27)
فلعلنا نقف مع دور مؤسسات التعليم في تحقيق ما جاء في هاتين المادتين:
عند الرجوع إلى المادة الأولى من نظام مجلس التعليم العالي والجامعات (الداود1416هـ) نجد أن المجلس أناط بالجامعات دور تنفيذ ما ورد في السياسة التعليمية بما في ذلك الترجمة. ( وينظر النظام على الرابط التالي: http://www.mohe.gov.sa/Council/Council101.asp) وعلى الرغم من أن التقرير الوطني عن التعليم العالي في المملكة العربية السعودية في عام1424هـ (وزارة التعليم العالي،1424هـ) قد أشار إلى وجود مراكز للترجمة لها مجالسها وميزانياتها ، إلا أننا لانلمس من تلك المؤسسات توجهاً واضحاً لترجمة العلوم، بل إن المشاهد هو التوجه إلى التدريس باللغة الإنجليزية ، خاصة في الدراسات العليا.
وبين يدينا الآن دراسة "ببليومترية" قامت بها الباحثة نورة الناصر (1414هـ) عن ترجمة الكتب إلى اللغة العربية في المملكة العربية السعودية للفترة من عام 1351هـ إلى عام 1412هـ، وقد توصلت إلى النتائج التالية:
•حجم الكتب المترجمة (472) عنواناً في (502) كتاباً!!. بنسبة 8.93% من الإنتاج الفكري بالمملكة
•سيطرت العلوم الاجتماعية على موضوعات الترجمة 29.28% ثم العلوم الطبيعية 22.71%
•الترجمة تمت من ست لغات تصدرتها اللغة الإنجليزية 89.4% .
•عدد الجهات الناشرة (95) تصدرتها الدور التجارية 48.42% مثلتها (46) داراً مجموع إنتاجها (266) كتاباً أي 52.98% من إجمالي الكتب المترجمة في المملكة تلتها الهيئات والمؤسسات الثقافية (161) كتاباً أي 32.07% ثم جامعة الملك سعود 8.76% ثم معهد الإدارة وكتب التربية العربي لدول الخليج بنسبة 6.77% لكل منهما، ثم جامعة الملك عبدالعزيز 4.38% ثم جامعة الإمام 1.6% ثم الأندية الثقافية 1.4% ، ثم بقية المكتبات والجامعات 0.4%. وعليه فإسهام جامعاتنا لايتجاوز 15% من مجموع الكتب المترجمة.
• أكدت نتائج الدراسة ضآلة الإنتاج الفكري المترجم في المملكة على مدى الفترة الزمنية المحددة للدراسة والذي بلغ (502) كتاباً، وهذا العدد لايفي بمتطلبات خطط التنمية ولايسهم في تنشيط الثقافة المحلية باعتبار الترجمة رافداً مهما في تغذية الإنتاج الفكري في المملكة العربية السعودية ، كما أن التوازن الموضوعي لم يتحقق في الكتب المترجمة.
•كما أشارت إلى ضعف إسهام الهيئات العلمية والثقافية والحكومية في نشر الكتب المترجمة.
•وأوصت بأهمية وضع سياسة وطنية تحدد مسار الترجمة في المملكة من قِبَل إحدى الجهات المعنية بذلك. وتعمل على وضع الخطة الوطنية للترجمة .
•كما أوصت بأهمية تأهيل المترجمين ووضع حوافز مجزية لهم وإصدار لوائح مقنَّنة لحفظ حقوقهم
•كما أوصت الدراسة أيضاً بأن تعمل الجامعات السعودية على زيادة نشاطها في ميدان الترجمة.

كما يقترح قاضي (1401هـ) جعل الترجمة ضمن الواجبات الأساسية للترقية الأكاديمية في جامعاتنا

ومع أن هذه الدراسة الببليومترية قديمة نسبياً إلا أن المشكلة مازالت قائمة على مستوى دول الخليج عموماً، وقد جاء في توصيات الاجتماع الرابع للجنة عمداء كليات العلوم بجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المنعقد في رحاب جامعة أم القرى بمكة المكرمة في الفترة 5 – 6 / جمادى الثانية 1420هـ: " الاهتمام بتعريب العلوم وإنشاء مركز للترجمة على مستوى دول مجلس التعاون" بل وعلى مستوى الوطن العربي، وقد جاء في توصيات مؤتمرات الوزراء العرب كما يذكر الخطيب (1424هـ) التأكيد على تعزيز التعريب والترجمة.

سياسات وتوصيات ومراكز ومؤتمرات وقرارات.. ولا شيء ملموس على أرض الواقع

=====
(*) هذا المقال في الأصل جزء من بحث مقدم للدكتور سعد الشدوخي الأستاذ المشارك في قسم التربية بجامعة الإمام ضمن متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الإدارة التربوية.

المراجع:
= وزارة التعليم العالي (1424هـ) التقرير الوطني عن التعليم العالي في المملكة العربية السعودية. الرياض: جامعة الملك سعود.
= وزارة التعليم العالي (1398هـ) سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية. الرياض: المؤلف.
= الناصر، نورة صالح (1414هـ) ترجمة الكتب إلى اللغة العربية في المملكة العربية السعودية دراسة ببليومترية للفترة من عام 1351هـ إلى عام 1412هـ . رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الإمام، الرياض، السعودية.
= قاضي، صبحي عبدالحفيظ (1401هـ) التعليم العالي بين التقليد والتجديد. الرياض: عكاظ للنشر.
= الداود، عبدالمحسن سعد (1416هـ) التعليم العالي في المملكة: بداياته وتطوره. الرياض: دار راكان للنشر
= الخطيب، محمد شحات (1424هـ) التعليم العالي: قضايا ورؤى. الرياض: دار الخريجي.

= مجلة الجندي المسلم رقم العدد 121 في 1/10/2005
http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=173261
= مجلس التعليم العالي.
http://www.mohe.gov.sa/Council/Council101.asp
= محضر الاجتماع الرابع للجنة عمداء كليات العلوم بجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المنعقد في رحاب جامعة أم القرى بمكة المكرمة في الفترة 5 – 6 / جمادى الثانية الزمان : يومي الأربعاء والخميس الموافق 5 – 6/جمادى الثانية /1420هـ
http://www.kfupm.edu.sa/cdcs/meeting/m4.htm



الكــاتــب

ليست هناك تعليقات:

أسعد بمشاركتك برأي أو سؤال

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة الباقي