مساحة اعلانية

موضوع عشوائي

آخر المواضيع

دور الأسرة التربوي في شهر رمضان


دور الأسرة التربوي في شهر رمضان(*)
# التهيئة النفسية لاستقبال شهر رمضان:
لابد من تعبئة روحية لأفراد الأسرة عن رمضان والصيام وفضائله.. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شهر شعبان ، وكانوا يكثرون من الدعاء(اللهم بلغنا رمضان).. ومن ذلك حث الصبيان على الصيام وتشجيعهم ووضع الحوافز لهم.. وقد كان الصحابة يصوّمون صبيانهم الصغار ويلهونهم اللعب حتى الإفطار.. ومن التهيئة الحديث عن ختم القرآن وحفظه ووضع الحوافز لهم..
# رمضان فرصة لتعميق معاني التقوى والمراقبة:
عندما نتأمل في تشريع الصيام والآيات التي جاءت في الأمر به نجد أن الله ربطه بالتقوى .. ويرتبط بالتقوى: المراقبة والمحاسبة والقوة الجسدية ، والمطلوب من الأسرة تعميق هذه المعاني.لماذا لايرتكز حدبثنا مع أبنائنا على المقصود من مشروعية الصوم.. فليست القضية الامتناع عن الطعام والشراب.. و((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) ، بالإمكان الحديث عن الحكمة من تخصيص وقت الفطر بإجابة الدعاء حيث يصل الصائم إلى غاية تقواه!
# رمضان فرصة للتربية القرآنية، وربط الابن بالقرآن:
في وسط آيات الصيام نجد الحديث عن القرآن! ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن فمن شهد منكم الشهر فليصمه)) ، بالإمكان أن يطلب من الأبناء تحضير موضوع عن خصائص هذا الشهر.
# ربط الصيام بالصبر والجد:
التأكيد على هذه المعاني والتذكير بتاريخ المسلمين وإنجازاتهم في رمضان..
# رمضان فرصة لتعميق الترابط الأسري:
ربما كان الأب مشغولاً سائر العام ، إلا أن العادة جرت باجتماع العائلة فترتي الإفطار والسحور، فعلى الوالدين استغلال هذه الأوقات بتعميق الانتماء للأسرة والاحتواء العاطفي للأولاد بالحديث معهم والاستماع إلى مشاكلهم وهمومهم، خاصة مع لين القلوب وتصفيد الشياطين ..
# رمضان فرصة لتقوية الإيمان في نفوس الأبناء:
بإمكان الأسرة الإعلان عن عدد من المشاريع التربوية في رمضان:
* مشروع حفظ وتلاوة القرآن: لربط الأبناء بكتاب الله.. توضع مسابقة لتلاوة القرآن، لحفظه، جلسات للتدبر.. ويمكن للوالدين رسم برامج محددة لذلك أو الاستفادة من برامج موجودة.. مع التذكير الدائم بالأجر الأخروي
* مشروع المحافظة والتبكير للصلوات: وربطه ببرامج القرآن..
* مشروع صلاة التراويح: ترغيبهم فيها ، ولامانع من مراعاة رغبتهم بالتغيير أو اختيار إمام محدد..
* مشروع الاعتكاف بالعشر الأواخر: أو بعض أيامها حسب ظروف العائلة..
* مشروع صلة الرحم وزيارة الأقارب، وتعاهد الأقارب الفقراء، وتلمس حاجاتهم..


* مشروع الأعمال التطوعية: من خلال إشراك الابن في الصدقة والتبرع وتفقد المحتاجين والمساهمة إن أمكن في برامج المؤسسات الخيرية..
* الاتفاق على إلقاء درس تربوي داخل المنزل، يفضل أن يشترك الجميع في إعداده..
* الاتفاق مع الأبناء على التخلص من العادات السلبية مراعاة لحرمة الشهر، كالألفاظ البذيئة، وكثرة النوم، وإدمان التلفاز أو الحاسب..
* السعي لغرس قيم أو عادات تربوية يفتقدها الأبناء أو بعضهم، كحسن التعامل مع الوالدين وتقبيل رأسيهما..وحسن العلاقة بين الإخوة..
# رمضان فرصة للتربية الصحية:
يؤكد هنا على التبسط في الوجبات والاقتصار على صنف واحد من المأكولات والمشروبات ، وعدم التبذير، وعدم الإفراط في تناول الطعام..
# الأسرة: مؤسسة تربوية!!
لماذا لايستفيد المربون من علم الإدارة في ممارستهم للتربية؟!.. والأسرة هي مؤسسة.. مجلس إدارتها أفراد الأسرة!لماذا نتصور أن الأبناء لايستطيعون أن يخططوا لأنفسهم ؟! فلنجعلهم يخططون لرمضان.. سيتساءلون: لماذا نخطط لرمضان؟! .. لماذا نضع هذا البرنامج، ولماذا نترك هذا البرنامج؟!.. والوالدان بدورهما يوجهان النقاش بحكمة وهدوء ليتوصلوا إلى صياغة برامج مناسبة وموافقة لأهدافنا التربوية.. وإذا أحس الوالد أن النقاش يتوجه لنتيجة غير مرغوبة فبإمكانه إنقاذ الموقف بطريقة لبقة ومناسبة كأن يرجئ الموضوع، أو يلجأ إلى التصويت .. وهكذا.. ويستصحب الوالدان معهما الحفز الأخروي ليجعلاه هو محور الموضوع قدر الإمكان.. حينها سيتخلص الآباء من مشاكل كثيرة تعترضهم في رمضان (كالسهر، وإدمان التلفزيون، وإضاعة الأوقات..)
قضية أخرى لها علاقة بهذا الموضوع: وهي (قوانين الأسرة) .. ينبغي أن يُتفق على قوانين وأنظمة تكون عادلة، لايخالفها أحد من الأولاد أو الوالدين.. وإذا كان هناك استثناءات للقانون فلابد أن ينص عليها .. كالتفريق في المعاملة عند اختلاف السن أو الجنس (ذكر أو أنثى) أو الوظيفة (أب، أم، ولد..)..
فكرة (السبورة المتحركة) داخل المنزل فكرة ناجحة ومجربة وبالإمكان كتابة قوانين الأسرة عليها.. وكتابة النقاط التي يحصلها الأولاد في المنافسات بينهم..مع التأكيد على العدل في قوانين الأسرة .. مثلاً: إما أن ينص القانون على أن الكبار والصغار سواء في النوم، أو يوضح الفرق.. وربما في بعض الأسر تُرك الحبل على الغارب للابن يذهب ويأتي كيفما شاء، بينما ألزمت البنت بقوانين لايُلزم بها الابن فتحس حينها بالظلم.. لابد أن يلتزم الوالدان بالقانون الأسري أو ليُنص على الاستثناء ضمن بنود القانون..في كل جانب من جوانب حياتنا لابد أن يكون لدينا أهداف، ترسم البرامج لتحقيقها، وتصاغ الأنظمة للحفاظ عليها..إذا لم ندير الأسرة بهذه الصورة فسنشتغل بحل المشكلات وإطفاء الحرائق!!.
# جلسة قبل رمضان:
فليجتمع أفراد الأسرة في أواسط شهر شعبان ليتدارسوا برنامج شهر رمضان، ويضعون لهم أهدافاً يسعون لتحقيقها وتقويمها في خاتمة الشهر..بالإمكان الاتفاق على شعارأو شعارات تعلن خلال شهر رمضان ، ولينطلق من حديث ((إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق..))..
ومن الشعارات المقترحة: نحن نحافظ على الصلاة في وقتها، نحن نصوم إيماناً واحتسابأ، نحن نتلو القرآن بتدبر لننال الأجر من الله، نحن نطيع والدينا لأن بطاعتهما رضى الله، نتذكر إخواننا المحتاجين ونتعاهدهم بالصدقة، نحن نستثمر أوقاتنا بما يعود علينا بالنفع والفائدة، كما تصوم جوارحنا عن الأكل والشرب فإنها تصوم عما حرم الله، رمضان فرصة لتجديد التوبة..
من القضايا التي ينبعي دراستها (البرامج التلفزيونية، السهر، النوم عن بعض الصلوات..) وعلاجها على ضوء الأهداف التي اتفق عليها أفراد الأسرة سابقاً

=========
(*) من نعمة الله علي وفضله أن هيأ لي اللقيا بمجموعة من الأفاضل يجمعهم الهم التربوي، والحرص على تربية أبنائهم.. وكنا نلتقي في السنة بضع لقاءات في مكتبة الفاروق بمحافظة المذنب نتبادل أطراف الحديث حول قضية تربوية محددة سلفاً .. وقد كلفني الأخوة بتقييد فوائد اللقاء!! فكنت أصيد الفائدة ، وتشرد الأخرى.. والله المستعان.ثم إني استأذنت إخوتي بنشر ملخصات هذه اللقاءات لتعم فائدتها؛ فأذنوا لي..فهاهي بين أيديكم ..درر مضيئة وكلمات نيرة..

الكــاتــب

ليست هناك تعليقات:

أسعد بمشاركتك برأي أو سؤال

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة الباقي