مساحة اعلانية

موضوع عشوائي

آخر المواضيع

نحن والمجتمع.. من يقود الآخر؟!


نحن والمجتمع.. من يقود الآخر؟!(*)


سؤال كبير.. إجابته طويلة..ثمة أشياء يقودك المجتمع فيها كالعادات الظاهرة التي لاتخالف الشريعة ، ومن هذا الباب النهي عن ثوب الشهرة..وثمة أشياء ينبغي أن لايقودك فيها المجتمع، كالمخالفات الشرعية الظاهرة ومن هذا الباب حديث ((لايكن أحدكم إمعة! يقول إن يحسن الناس أحسنت وإن يسيئوا أسيء)) وكما قال الشاعر الجاهلي:
وهل أنا إلا من غزيّة إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
ومثالها: إدخال القنوات الفضائية للمنزل..وثمة أشياء لاتدخل في المحظورات الشرعية ، ومخالفتها لاتُخرِج إلى شهرة، ومن أمثلتها: خروج العائلات للمتنـزهات المختلطة، الجوالات والسيارات للأبناء، التغيير المستمر للأثاث، متابعة الموضات في الملبس والمركب والمسكن..فهذه يبقى الحديث عنها واسع، والأنظار فيها مختلفة.. مع قناعتنا أنّ المصلحين هم قادة المجتمعات والمؤثرون فيه على المدى البعيد..

لماذا يصعب على المربين قيادة المجتمع والتأثير فيه؟ بل ربما تأثر بعضهم بالمظاهر الاجتماعية وانقادوا لها!!
• قلة المصلحين الذين يملكون الجرأة لمخالفة الاتجاه العام، وتحمل الضغوط.. لسان حالهم: أنا مقتنع بهذا الأمر لكن هل سأقف لوحدي؟! ((من يعلق الجرس)).
• ماسبق يؤكد أن على المربي أن يحرص على صياغة بيئة مناسبة لعائلته.. وفي هذا المعنى نتذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم”فاظفر بذات الدين تربت يداك”..
• اتساع الفتوى وتتبع الرخص والتسامح في مقارفة المنكرات، وضعف الديانة وتمييع الثوابت.. كل هذه المظاهر يعيشها مجتمعنا ، وهي بلا شك حجر عثرة في طريق المربي لقيادة مجتمع يعاني هذه الأمراض..
ضوابط في قيادة المجتمع والتأثير فيه:
• مراعاة المصالح والمفاسد في علاج الظواهر الاجتماعية.. وعدم قطع الحبال مع المجتمع من أجل علاجه..
• مراعاة قاعدة ( تقديم أخف الضررين، لدفع أعظمهما)
• التدرج في العلاج..
• التربية الإيمانية لنفسه ولمجتمعه.. ومن ذلك تصحيح النظرة للدنيا.. والتربية على الجرأة الأدبية..
• مراعاة الظروف المادية للشخص عندما نقرر مسايرته للمجتمع في قضايا محددة..
• التأمل في عادات المجتمع التي ليس فيها مخالفة شرعية صحيحة.. قبل الانسياق وراءها: هل يفعلها عن قناعة؟! هل تؤدي مستقبلاً إلى محظور شرعي؟! وهل يؤدي تركها إلى محظور؟! هل تؤدي إلى انتقاص في المروءة؟! هل فيها محظور تربوي؟!…
• ينبغي أن يراعي المربي عدم حرمان ابنه وأسرته من كل شيء!! مع مراعاة الثوابت الشرعية والتربوية..
أساليب عملية لقيادة المجتمع:
على المستوى الجماعي:
• قيادة المؤسسات الاجتماعية والخدمية واهتمامها بالجانب الإعلامي..
• المشاركة في المناسبات العامة..
• فتح قنوات للتواصل مع المؤثرين في المجتمع..
• المبادرة بطرح رؤى عملية لقضايا يعاني منها المجتمع..
• استثمار الاجتماعات العائلية لنشر الفكر التربوي المنشود
على مستوى الأفراد:
• إصلاح ذات البين وتقديم النفع للناس.
• التأثير المادي.. فعلى المربي أن يكون له يد على الآخرين لاليمتن عليهم ولكن ليفتح قلوبهم..
• التأثير العلمي والشرعي وهذا واجب طلبة العلم
• الاستفادة من المكانة في المجتمع أو المنصب للتأثير في المجتمع..
• خدمة الناس للتأثير فيهم: أحسن إلى الناس تستأسر قلوبهم *** لطالما استأسر الإنسان إحسانُ
• إشاعة ثقافة الحوار بين المربي والمجتمع..
خاتمة:
المصلح الحكيم هو قائد المجتمع.. يسايره ويسدده.. يعالج أمراضه، ولايتأثر بها..أما الذين يؤثرون الراحة ، ويسلمون قيادهم للمجتمع جملة وتفصيلاً فهم أصحاب العقول المستريحة كما وصفهم الإمام أحمد.. عندما قال لأحد طلابه – وكان يرجوه أن يهادن – : “إن كان هذا عقلك فقد استرحت!!” .
========
(*) من نعمة الله علي وفضله أن هيأ لي اللقيا بمجموعة من الأفاضل يجمعهم الهم التربوي، والحرص على تربية أبنائهم.. وكنا نلتقي في السنة بضع لقاءات في مكتبة الفاروق بمحافظة المذنب نتبادل أطراف الحديث حول قضية تربوية محددة سلفاً .. وقد كلفني الأخوة بتقييد فوائد اللقاء!! فكنت أصيد الفائدة ، وتشرد الأخرى.. والله المستعان.ثم إني استأذنت إخوتي بنشر ملخصات هذه اللقاءات لتعم فائدتها؛ فأذنوا لي..فهاهي بين أيديكم ..درر مضيئة وكلمات نيرة..


الكــاتــب

ليست هناك تعليقات:

أسعد بمشاركتك برأي أو سؤال

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة الباقي