لايوجد تعريف واحد متفق عليه عند الباحثين للتدريب، إلا أن جُلّ التعريفات تركز على أنه نشاط مخطَّط ومنظَّم، ويعنى بتطوير المعارف والمهارات والاتجاهات والسلوك.
ويرى الباحث أن التعريفات التالية من أفضل التعريفات لمفهوم التدريب حيث أنها تركز على تزويد المتدربين بالمهارات والخبرات، والتأثير على الاتجاهات والسلوكيات وتشير إلى هدف التدريب النهائي وهو تحسين الأداء:
يعرف الطعاني (2002م) التدريب بأنه «الجهود المنظمة، والمخطط لها لتزويد المتدربين بمهارات ومعارف ، وخبرات متجددة، وتستهدف إحداث تغييرات إيجابية مستمرة في خبراتهم واتجاهاتهم وسلوكهم من أجل تطوير كفاية أدائهم» (ص14)
وتعرفه التويجري (1423هـ) بأنه «النشاط المخطط والمنظم له، لمساعدة الأفراد العاملين على اكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات لتحسين مستوى أدائهم وكفاءتهم الإنتاجية بما يعود بالنفع عليهم وعلى المنظمة ككل» (ص15).
وتعرف الغامدي (1426هـ) التدريب بأنه «عملية منظمة مستمرة تهدف إلى إجراء تعديل في السلوك أو صقل مهارات أو إكساب اتجاهات جديدة لدى الأفراد العاملين بالمدرسة (مديرات ووكيلات) مما يجعلهن أكثر فعالية وكفاءة في المدرسة في الحاضر والمستقبل بما يحقق أهداف التعليم» (ص14).
ويعرفه الشامي (1427هـ) بأنه « نشاط مخطَّط يهدف إلى إحداث تغييرات في المتدربين من ناحية معلوماتهم ومعارفهم، أدائهم ومهاراتهم، وسلوكياتهم واتجاهاتهم بما يجعلهم لائقين لأداء أعمالهم بكفاءة وإنتاجية عالية» (ج1، ص127).
ويعرفه الطريقي (1429هـ) بأنه «تعزيز ورفع للأداء من خلال استهداف الجوانب المعرفية والمهارية والسلوكية والوجدانية بطريقة منظمة ومهدَفة، ويخطط لتنفيذه بدقة ومنهجية لتحقيق الأهداف المرجوة» (ص9).
بينما نجد أن الحراحشة، ومقابلة (2005م) يفرقان بين التدريب والبرنامج التدريبي، فالتدريب هو: «الجهد المنظم والمخطط له لتزويد القوى البشرية في الجهاز الإداري بمعارف وخبرات معينة وتحسين وتطوير مهاراتها وقدراتها وتغيير سلوكياتها واتجاهاتها بشكل إيجابي بنّاء » (ص 84)، والبرنامج التدريبي: « مجمل الخبرات والأنشطة التي تخططها المنظمة أو المؤسسة وتنفذها في سياق معيّن خلال فترة زمنية محددة لتحقيق أهداف علمية أو مهنية منشودة»(الحراحشة،ومقابلة2005م، ص84).
وفي الجملة فإن تعريفات الباحثين لمفهوم التدريب تنقسم إلى اتجاهين رئيسين، هما(موسى1416هـ):
الاتجاه الأول: يركز على أن التدريب يجب أن يُقدِّم – في الدرجة الأولى – مهارات محدّدة للمتدربين، مع أنه لا يهمل الجانب المعرفي والوجداني، بمعنى أن هذا الاتجاه يفرّق بين التدريب بالمعنى الخاص، وبين التطوير.
الاتجاه الآخر: ينظر للتدريب من جهة أوسع، فالتدريب وفق هذا الاتجاه هو أي نشاط هادف مخطط له يسعى إلى إحداث تغييرات معرفية ومهارية ووجدانية على المتدرب، بمعنى أن هذا الاتجاه ينظر إلى التدريب على أنه (تطوير) منظَّم مخطط له.
وبناء على هذين الاتجاهين يُلاحَظ اختلاف الباحثِين في تحديد أساليب وأنواع التدريب.
تعريف الباحث للتدريب:
من خلال ما سبق يستطيع الباحث أن يصوغ المفهوم التالي للتدريب، فهو:
«نشاط تفاعلي مخطط له ومحدد بفترة زمنية، يحوي مجموعة من الأنشطة والأساليب التي تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية في معلومات وخبرات المتدرب ووجدانه ومهاراته وسلوكه».
ويقصد الباحث بكلمة (تفاعلي) أن التدريب يتطلب وجود خطين متقابلين من الاتصال، بخلاف التعليم الذي يصح بوجود خط واحد من المعلم إلى المتعلم. وهذه النظرة للتدريب تتيح المجال واسعاً لتبادل الخبرات ولتعزيز القناعات.
والتخطيط، وتحديد مدة التدريب يميزه عن التطوير العام على رأس العمل، ويُقصَد بالتخطيط: التخطيط العام لكل البرامج التدريبية، والتخطيط الخاص لكل برنامج تدريبي.
كما أن التدريب لابد أن يحوي مجموعة من الأساليب والأنشطة التي تكون مشاركة المتدرب فيها فاعلة، أما التدريب الذي يعتمد أسلوب المحاضرة ويقف فيه المعلم خلف مكتب مائل ليصل الطلاب صوته بينما هم يغطون في سبات عميق هو صورة من صور التعليم التقليدية (كوك1999م).
ويهدف التدريب في الجملة إلى إحداث تغييرات إيجابية في معلومات وخبرات المتدرب من خلال المحتوى العلمي المرفق بالبرنامج التدريبي ومن خلال المشاركة التفاعلية بين المتدربين من جهة وبينهم وبين المدرب من جهة أخرى، كما يهدف التدريب إلى التأثير على وجدان المتدرب من خلال تكوين اتجاهات وقناعات إيجابية مقصودة تتحقق من خلال البرنامج ككل، مما يؤكد على أهمية طول فترة التدريب وإتاحة المجال للحوار الهادئ المثمر، كما أن التدريب يركز بشكل أساس على السلوكيات والمهارات التي يمنحها للمتدرب من خلال ممارسةٍ عملية وأنشطةٍ تطبيقية.
=========
* المقال في الأصل جزء من البحث التكميلي لنيل درجة الماجستير في الإدارة التربوية من جامعة الإمام.
المراجع:
يعرف الطعاني (2002م) التدريب بأنه «الجهود المنظمة، والمخطط لها لتزويد المتدربين بمهارات ومعارف ، وخبرات متجددة، وتستهدف إحداث تغييرات إيجابية مستمرة في خبراتهم واتجاهاتهم وسلوكهم من أجل تطوير كفاية أدائهم» (ص14)
وتعرفه التويجري (1423هـ) بأنه «النشاط المخطط والمنظم له، لمساعدة الأفراد العاملين على اكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات لتحسين مستوى أدائهم وكفاءتهم الإنتاجية بما يعود بالنفع عليهم وعلى المنظمة ككل» (ص15).
وتعرف الغامدي (1426هـ) التدريب بأنه «عملية منظمة مستمرة تهدف إلى إجراء تعديل في السلوك أو صقل مهارات أو إكساب اتجاهات جديدة لدى الأفراد العاملين بالمدرسة (مديرات ووكيلات) مما يجعلهن أكثر فعالية وكفاءة في المدرسة في الحاضر والمستقبل بما يحقق أهداف التعليم» (ص14).
ويعرفه الشامي (1427هـ) بأنه « نشاط مخطَّط يهدف إلى إحداث تغييرات في المتدربين من ناحية معلوماتهم ومعارفهم، أدائهم ومهاراتهم، وسلوكياتهم واتجاهاتهم بما يجعلهم لائقين لأداء أعمالهم بكفاءة وإنتاجية عالية» (ج1، ص127).
ويعرفه الطريقي (1429هـ) بأنه «تعزيز ورفع للأداء من خلال استهداف الجوانب المعرفية والمهارية والسلوكية والوجدانية بطريقة منظمة ومهدَفة، ويخطط لتنفيذه بدقة ومنهجية لتحقيق الأهداف المرجوة» (ص9).
بينما نجد أن الحراحشة، ومقابلة (2005م) يفرقان بين التدريب والبرنامج التدريبي، فالتدريب هو: «الجهد المنظم والمخطط له لتزويد القوى البشرية في الجهاز الإداري بمعارف وخبرات معينة وتحسين وتطوير مهاراتها وقدراتها وتغيير سلوكياتها واتجاهاتها بشكل إيجابي بنّاء » (ص 84)، والبرنامج التدريبي: « مجمل الخبرات والأنشطة التي تخططها المنظمة أو المؤسسة وتنفذها في سياق معيّن خلال فترة زمنية محددة لتحقيق أهداف علمية أو مهنية منشودة»(الحراحشة،ومقابلة2005م، ص84).
وفي الجملة فإن تعريفات الباحثين لمفهوم التدريب تنقسم إلى اتجاهين رئيسين، هما(موسى1416هـ):
الاتجاه الأول: يركز على أن التدريب يجب أن يُقدِّم – في الدرجة الأولى – مهارات محدّدة للمتدربين، مع أنه لا يهمل الجانب المعرفي والوجداني، بمعنى أن هذا الاتجاه يفرّق بين التدريب بالمعنى الخاص، وبين التطوير.
الاتجاه الآخر: ينظر للتدريب من جهة أوسع، فالتدريب وفق هذا الاتجاه هو أي نشاط هادف مخطط له يسعى إلى إحداث تغييرات معرفية ومهارية ووجدانية على المتدرب، بمعنى أن هذا الاتجاه ينظر إلى التدريب على أنه (تطوير) منظَّم مخطط له.
وبناء على هذين الاتجاهين يُلاحَظ اختلاف الباحثِين في تحديد أساليب وأنواع التدريب.
تعريف الباحث للتدريب:
من خلال ما سبق يستطيع الباحث أن يصوغ المفهوم التالي للتدريب، فهو:
«نشاط تفاعلي مخطط له ومحدد بفترة زمنية، يحوي مجموعة من الأنشطة والأساليب التي تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية في معلومات وخبرات المتدرب ووجدانه ومهاراته وسلوكه».
ويقصد الباحث بكلمة (تفاعلي) أن التدريب يتطلب وجود خطين متقابلين من الاتصال، بخلاف التعليم الذي يصح بوجود خط واحد من المعلم إلى المتعلم. وهذه النظرة للتدريب تتيح المجال واسعاً لتبادل الخبرات ولتعزيز القناعات.
والتخطيط، وتحديد مدة التدريب يميزه عن التطوير العام على رأس العمل، ويُقصَد بالتخطيط: التخطيط العام لكل البرامج التدريبية، والتخطيط الخاص لكل برنامج تدريبي.
كما أن التدريب لابد أن يحوي مجموعة من الأساليب والأنشطة التي تكون مشاركة المتدرب فيها فاعلة، أما التدريب الذي يعتمد أسلوب المحاضرة ويقف فيه المعلم خلف مكتب مائل ليصل الطلاب صوته بينما هم يغطون في سبات عميق هو صورة من صور التعليم التقليدية (كوك1999م).
ويهدف التدريب في الجملة إلى إحداث تغييرات إيجابية في معلومات وخبرات المتدرب من خلال المحتوى العلمي المرفق بالبرنامج التدريبي ومن خلال المشاركة التفاعلية بين المتدربين من جهة وبينهم وبين المدرب من جهة أخرى، كما يهدف التدريب إلى التأثير على وجدان المتدرب من خلال تكوين اتجاهات وقناعات إيجابية مقصودة تتحقق من خلال البرنامج ككل، مما يؤكد على أهمية طول فترة التدريب وإتاحة المجال للحوار الهادئ المثمر، كما أن التدريب يركز بشكل أساس على السلوكيات والمهارات التي يمنحها للمتدرب من خلال ممارسةٍ عملية وأنشطةٍ تطبيقية.
=========
* المقال في الأصل جزء من البحث التكميلي لنيل درجة الماجستير في الإدارة التربوية من جامعة الإمام.
المراجع:
- التويجري، فاطمة عبدالعزيز (1423هـ). الاحتياجات التدريبية لمديرات المدارس المتوسطة والثانوية والحكومية نموذج مقترح ، بحث تكميلي غير منشور لنيل درجة الماجستير من كلية الدراسات العليا، قسم الإدارة التربوية، جامعة الملك سعود، الرياض.
- الحراحشة محمد عبود، ومقابلة محمد قاسم (2005م). فاعلية البرامج التدريبية للمعلمين في مديريات التربية والتعليم في محافظة أربد من وجهة نظر المتدربين. مجلة القراءة والمعرفة، (42)، 77-105.
- الشامي، رفعت عبدالحميد (1427هـ). موسوعة العلم والفن في التعليم والتدريب منهج نظري ودليل عملي. الرياض: دار قرطبة.
- الطريقي، صالح أحمد (1429هـ). التدريب التربوي المدخلات والعمليات والمخرجات وقياس اتجاهات المستهدفين. الشماسية: المؤلف.
- الطعاني، حسن أحمد (2002م). التدريب مفهومه وفعاليته بناء البرامج التدريبية وتقويمها. عمّان: دار الشروق.
- الغامدي، رحمة بنت محمد العيفان (1426هـ). الاحتياجات التدريبية لمديرات ووكيلات مدارس التعليم العام الحكومي بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الباحة من وجهة نظرهن. بحث تكميلي غير منشور لنيل درجة الماجستير من قسم الإدارة التربوية والتخطيط، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة.
- كوك، مارشال (1999م). التدريب الفعال. ترجمة : بيت الأفكار الدولية، الرياض: المؤتمن.
- موسى، عبدالحكيم موسى مبارك(1416هـ). تقويم برامج مركز الدورات التدريبية بكلية التربية من وجهة نظر مديري المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية والموجهين التربويين على مدى ثلاثة أعوام. مجلة جامعة أم القرى، (11)، 135-188.
ليست هناك تعليقات:
أسعد بمشاركتك برأي أو سؤال