مساحة اعلانية

موضوع عشوائي

آخر المواضيع

مبادئ التدريب الفعّال

يشير نصر (1421هـ) إلى أن التدريب الفعّال هو الذي يتناول الطرائق والإجراءات والأداءات، وأن أي تدريب في أثناء الخدمة لا يسفر عن إحداث تغييرات نوعية في الممارسات والتطبيقات العملية هو بمثابة الصندوق الأسود ، مع عدم التقليل من دور التدريب في بناء قاعدة معرفية للمتدربين، وتزويدهم بالنظريات الجديدة، ومنحهم رؤية أكثر وضوحاً لمستجدات العمل، تعكس أثرها على الممارسة العملية.

وتحدد الغامدي (1426هـ) مجموعة من المبادئ التي يتسم بها التدريب الفعّال وهي:
  1. الهادفية: أن يكون له هدف محدد قابل للتطبيق.
  2. الاستمرارية: أن يبدأ مع الحياة الوظيفية للفرد ويستمر معه.
  3. الشمولية: أن يوجه التدريب إلى العاملين في مختلف المستويات الإدارية في المنظمة.
  4. التدرج: يبدأ بحل المشكلات السهلة ثم التدرج إلى ما هو أصعب.
  5. مواكبة التطور: يأتي لإشباع الاحتياجات التدريبية للعاملين بما يناسب مستوياتهم الوظيفية الحالية والمتوقعة.
أما الشامي (1427هـ) فيحدد اثني عشر مبدأً تمثل عنده دستور العمل التدريبي الجيد، وهذه المبادئ تتمحور حول ثلاث أبعاد وهي: صفات النشاط التدريبي بالمنظمة، وشروط البرنامج التدريبي الجيد، ومواصفات جهاز التدريب والعاملين فيه، ويمكن إجمال هذه المبادئ في الأسطر التالية:
  1. الشمول: أن تشمل خطة التدريب في المنظمة كافة الموظفين.
  2. التخطيط: أن يتم التدريب وفق خطة سنوية مدروسة دراسة تفصيلية.
  3. الاستمرارية: فالتدريب قبل التحاق الموظف بالعمل وبعده مباشرة ثم يستمر معه طول حياته الوظيفية حسب مساره الوظيفي وحسب خطة التدريب.
  4. التفرغ: لابد من تفريغ المتدرب من العمل في يوم التدريب (تفريغاً كاملاً).
  5. التطبيق: عدم الاكتفاء في البرنامج التدريبي بالجانب النظري بل لابد من الجانب التطبيقي العملي، والتمارين والأنشطة التي يمارسها المتدرب يجب أن تخدم هذا الجانب.
  6. الواقعية: يجب أن يكون البرنامج التدريبي بأهدافه وأنشطته قريباً من واقع المتدرب ليتسنى له تطبيق ما تدرب عليه مباشرة.
  7. التدرج: أن يكون تصميم البرنامج التدريبي متدرجاً من السهل إلى الصعب، ومن المعروف إلى المجهول، ومن المألوف إلى غير المألوف، ومن المنهج النظري إلى الجانب العملي التطبيقي.
  8. التطور: بأن يكون البرنامج التدريبي متطوراً في مادته وأسلوبه كي يزود المتدرب بالجديد في مجال تخصصه. ونجاح برنامج ما في سنة من السنوات لايعني أنه سيستمر في نجاحه إن لم يواكب ذلك تطويرا في مادته العلمية وأساليبه التدريبية.
  9. المشاركة: أي أن التدريب مهمة مشتركة بين المدرب والمتدرب، لذا تم تحويل كلمة "متدرب" في قاموس التدريب إلى "مشارك"، والبرنامج الناجح هو الذي يتيح للمشاركين فسحة أكبر لطرح تجاربهم وخبراتهم.
  10. الاحترام: داخل قاعة التدريب وخارجها بين جميع أفراد العملية التدريبية بما فيهم المدرب والمتدرب ومنسق التدريب وعامل النظافة..
  11. الممارسة: ويقصد بها ممارسة العاملين في إدارات التدريب للعمل التدريبي من خلال التدريب الداخلي( أي تنفيذ البرامج التدريبية داخل منشأة التدريب، وعدم الاكتفاء بالبرامج الخارجية)، بهدف إكسابهم الخبرة والتجربة.
  12. الالتزام: بمعنى التزام المتدرب ورئيسه بحضوره للبرنامج التدريبي عندما يتم ترشيحه للبرنامج التدريبي.
وإتماماً لما سبق يرى الباحث أن التدريب الفاعل ينبغي أن ينطلق من ثلاث مرتكزات رئيسة، وهي مبادئ أساسية لنجاح أي عمل إصلاحي:
1) الأصالة:
أن يكون التدريب انعكاساً لأفضل ما في ثقافة مجتمعه من قيم وأخلاق، وبالنسبة لنا نحن المسلمين فإن هذا الضابط يعني الرجوع إلى المعين الذي لاينضب (كتاب الله، وسنة رسوله )، وأغلب البرامج التدريبية (غربية النشأة) ليست إلا ترجمةً عمليةً لأطروحات مدارس علم النفس الغربي، وعدد من المدربين يتلقى هذه البرامج ويُدرِّب عليها دون أن يمحصها، والأسوأ من هذا أن يبحث في نصوص الوحيين عن ما يسندها ضاناً أنه بهذا يؤصلها ويوجهها توجيهاً إسلامياً.. والمفترض فيمن تصدى لهذا الباب أن يكون الوحي هو المهيمن على فكره القائد له، فالأصل أولوية الوحي على الفكر وهيمنته عليه.. فيتشكل الفكر بناء على الوحي لا العكس.
2) المعاصرة:
أن ينفعل التدريب بأفضل ما في عصره من متغيرات، وهذا يتطلب الاهتمام ببعدين:
  1. تطوير الأساليب والأنشطة: فالتدريب فن له أصوله، وجودة الإلقاء وحدها لا تكفي لدخول هذا المضمار، كما أن جمود المدرب على نوع واحد من الأساليب وتكرارها يصيبه بالملل، ويضعف مستوى برنامجه على مر السنوات.
  2. تطوير المحتوى، والمادة العلمية: فالبرنامج الناجح هو الذي يواكب آخر ما تطرحه البحوث والدراسات في مجاله، مما يؤكد على المدرِّب أهمية الاستمرار في القراءة والاطلاع حول موضوع برنامجه التدريبي.. وفي الساحة عدد من المدربين يحرصون على الإمتاع وعلى الإبهار أكثر من حرصهم على المحتوى، أما المدرِّب المربي فهو صاحب رسالة يهدف إلى إفادة المتدرب من خلال الاستعداد العلمي والفني والنفسي للبرنامج.
3) الواقعية:
إننا عندما نبني منهجنا على الأصالة وننفعل على ضوء هذا المنهج مع العصر، فإننا لا نريد أن نكتفي بالتنظير دون الدخول للحلول العملية للواقع ومشكلاته، ولتحقيق فاعلية كبيرة لابد من العناية بما يلي:
  1. تعليم المهارة (العملية) والتدريب على ممارستها بعد التمهيد النظري لها، سواء كان الهدف من التدريب على المهارة حل مشكلة داخل بيئة العمل، أو مواكبة تطور جديد للمؤسسة.
  2. الاهتمام بغرس المفاهيم وتوجيه القناعات، فالتدريب الفاعل هو التدريب الذي يمنح المتدرب روح الفن الذي يتدرب في إطاره.
  3. إتاحة فرصة كبيرة للمتدربين لعرض تجاربهم وخبراتهم، وعرض وجهات نظرهم المختلفة، والمتباينة أحياناً.
وهنا يتميَّز المدرِّب الممارس للعمل – أو الفن الذي يدرِّب عليه – عن المدرِّب غير الممارس، فالأول يتكلم عن واقع وممارسة، ويحدِّث عن خبرة وتجربة، بينما الآخر ينقل ما يجده في الكتب، أو يستفيده من المتدربين.


=======
* المقال في الأصل جزء من البحث التكميلي لنيل درجة الماجستير في الإدارة التربوية من جامعة الإمام.

المراجع:
  • الغامدي، رحمة بنت محمد العيفان (1426هـ). الاحتياجات التدريبية لمديرات ووكيلات مدارس التعليم العام الحكومي بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الباحة من وجهة نظرهن. بحث تكميلي غير منشور لنيل درجة الماجستير من قسم الإدارة التربوية والتخطيط، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة.
  • الشامي، رفعت عبدالحميد (1427هـ). موسوعة العلم والفن في التعليم والتدريب منهج نظري ودليل عملي. الرياض: دار قرطبة.
  • نصر، حمدان علي (1421هـ). الحاجات التدريبية الملحة القائمة لدى معلمي اللغة العربية في الأردن. مجلة دراسات، 27 (2)، 245-362.

الكــاتــب

هناك 3 تعليقات:

  1. الأخ الفاضل الأستاذ أبو شهد المحترم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    على ما يبدو أن هناك من يسرق من مدونتكم وينشرها في مدونته الشخصية وينسبها لنفسه

    http://hrandtraining.blogspot.com/2011/11/blog-post_9731.html#comment-form

    مع تقديري وأحترامي لكم أحببت أعلامكم فقط

    ردحذف
  2. أخي الحبيب نصير الحسيني
    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أشكر لك تنبيهك..

    فبم تنصحني؟!

    ردحذف
  3. الأخ المحترم والأستاذ الفاضل أبراهيم الخميس

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أنصحك بالتوجه لأدارة كوكل لحماية حقوق الملكية الفكرية لك كما أنصحك بالتفكير جدياً بالبدأ في تأليف كتاب عن التدريب خصوصاً وأنك ضليع بهذا المجال ويا حبذا لو يكون الكتاب مجاني ومتاح على مدونتك تى يستفيد منه من لا يسمح لهم وضعهم المادي بأقتناء الكتب .

    كما أشير أني قد كتبت لصاحب المدونة ونبهته لحرمة ما يفعله من سرقة جهود الغير ونسبتها لنفسه .

    جزاكم الله خيراً و وفقكم لما فيه الخير والصلاح

    ردحذف

أسعد بمشاركتك برأي أو سؤال

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة الباقي